رواية الأيــــام-
هذه دراسة لعمل أدبي كبير نال من الشهرة الشيء الكثير لأديب تخطى عقبات الحياة ووصل إلى ذرى المجد ..
هذا الأديب هو الكاتب المصري الدكتور : طه حسين .
وهذا العمل هو " الأيــــــــــام " تلك القصة أوالسيرة الذاتية لأحداث حياة الكاتب منذ ولادته وحتى مرحلة متقدمة من حياته ...
وقد قسمها إلى ثلاثة أجزاء .. تحدث في الجزء الأول عن طفولته المبكرة ثم عن سفره إلى القاهرة والتحاقه بالأزهر .. وفي الثاني أكمل حديثه عن دراسته بالأزهر ومن ثم التحاقه بالجامعة .. وفي الجزء الأخير أتم حديثه عن الجامعة وابتعاثه إلى فرنسا وزواجه وولوجه عالم الكتابة .
امتازت القصة بأسلوبها الجميل ودقتها المتناهية في الوصف ولغتها الراقية فاحببت ان تشاركوني متعتها .. مع العلم أن كاتبها عليه مآخذ كثيرة من الناحية الشرعية ولكننا سننظر للعمل من الجانب الأدبي ولابأس أن نشير أحيانا إلى ماورد في القصة من تجاوزات لايمكن إغفالها ..
السيرة الذاتية
الأيام عمل أدبي قصصي يحكي فيه الكاتب حياة شخص منذ ولادته وحتى وفاته متناولا بيئته ونشأته وأعماله وتأثيراته وهذا ما يطلق عليه اسم ترجمة الحياة ..
وبما أن الترجمة كانت لحياة طه حسين ذاته فهي إذن ما يطلق عليها ( الترجمة الذاتية أو السيرة الذاتية ) ..
" فالسيرة الذاتية كشف عن الشخصية في أثناء عملية الصراع التي تقوم بين شعور الكاتب بذاته وموقف المجتمع منه ومدى خضوع أحد الطرفين للآخر " 1
وهذا ما كان في الأيام حيث رأينا كيف يدور الصراع بين إحساس الكاتب بذاته ومواهبه وتفوقه على أنداده بينما ينظر له المجتمع نظره إلى العاجز بسبب آفة عينيه !! وكيف كان لهذا أبلغ الأثر في نفسيته واسلوب حياته .
" ولكن إلى اي مدى يتمكن الكاتب لهذا النوع من الفنون الأدبية من تمثل الصراحة والتماس الحقائق وهو يتحدث عن نفسه ، أي أنه هو العارض والمعروض والواصف والموصوف ، والنفس إما أن تغلو في تقدير ذاتها أو يحملها حب العدالة على تهوين شأنها ، وإما ان تقف موقف القاضي الموضوعي والحكم النزيه وذلك مطلب عزيز التحقيق " 2
يقول أحمد أمين : " والعين لاترى نفسها إلا بمرآة والشيء إذا زاد قربه صعبت رؤيته " 3
ونلمس في رواية الأيام اعتزاز الكاتب بنفسه وانطلاقه في الحكم على الآخرين ووصفهم كما يحلو له أو كما يظهر له ، وهو ليس بالضرورة رأينا فيهم لو رأيناهم أو تعاملنا معهم ..
فنظرته وحكمه لم تكن متجردة أبدا وإنما كانت تابعة لإحساسه وموقفه منهم ومن تعاملهم معه ..
حاول طه حسين كثيرا أن لايمدح نفسه أو يبجلها بصورة مباشرة ولكنه وقع في هذا من حيث لم يعلم .. وما رواية الأيام كلها إلا تمجيدا لمشواره في طلب العلم وشق طريقه في دنيا لاتعترف بالعاجزين !!.. " وفهم الإنسان لنفسه أمرمشكوك فيه فربما كانت قدرته على فهم الآخرين أكبر من قدرته على فهم نفسه "( 4)
وقد اختار الكاتب القالب القصصي لسيرته وهناك من كتب سيرته في صورة رسائل أو يوميات أو مذكرات
ومن الأدباء الذين طرقوا مجال السيرة الذاتية على سبيل المثال :
عبد الرحمن بن خلدون في كتابه : التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا
أحمد فارس الشدياق في كتابه : الساق على الساق في ما هو الفارياق
عباس محمود العقاد في كتابه : أنـــــــا
عبد الرحمن شكري في كتابه : كتاب الاعترافات .. وهو قصة نفس
****************************** **************
(1)(2) (3) اعترافات أدبائنا في سيرهم الذاتية .... علي عبده بركات
(4) الأدب وفنونه .... دز عز الدين إسماعيل
ملخص الرواية
بدأ ذلك الطفل الصغير في استكشاف العالم من حوله .. لم يتجاوز الثالثة من العمر ..
كان محبا للعب والخروج خارج الدار والاستماع إلى الشاعر الذي ينشد الشعر في القرية على الرغم من عدم فهمه لما يقال .. !
وكانت أخته تقطع عليه متعته تلك فتحمله إلى الداخل لتقطر له أمه في عينيه سائلا يؤذيه ولا يجدي عليه خيرا ، وهي تحسب أنها تحسن صنعا ، ثم تحمله إلى حجرة صغيرة لينام فيقضي ليله خائفا مضطربا من الأشباح والعفاريت التي كانوا يخوفون بها ألأطفال حتى يغلبه النوم فينام ..
ومع ذلك يستيقظ مبكرا ينتظر الفجر حتى يتوضأ والده ويصلي ويقرأ ورده ويشرب قهوته ويمضي إلى عمله قيقوم هو للعب !
كان سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه وخامس أحد عشر من أشقته .. كان يحس من أمه رحمة ورأفة ومن أبيه لينا ورفقا ومن إخوته شيئا من الاحتياط في تحدثهم إليه ومعاملتهم له .. ثم تبين سبب هذا كله فقد أحس أن إخوته وأخواته يصفون ما لاعلم له به فعلم أنهم يرون ما لايرى ، فاستحال ذلك إلى حزن صامت عميق .
حدث ذات يوم أن كان يجلس إلى العشاء فأخذ اللقمة بيديه فأما إخوته فأغرقوا في الضحك وأما أمه فأجهشت بالبكاء وقال له أبوه بحزن : ما هكذا تؤخذ اللقمة يابني . وأما هو فلم يعلم كيف قضى ليلته وحرم على نفسه بعد هذه الحادثة طعاما كثيرا وأصبح يحب التستر بأكله دائما !
كان أحب اللعب إليه الاستماع للقصص والأحاديث في قريته فاستمع إلى قصص الغزوات والفتوح وأخبار الأنبياء والصالحين والنساء . وحفظ من جده الأوراد والأدعية كما حفظ القرآن كله في الكتّاب على رجل يسمونه ( سيدنا ) وكان ذلك قبل أن يتم التاسعة من عمره ، فدعاه أبواه شيخا .
لكن حفظه للقرآن لم يدم طويلا فقد نسيه حتى إذا أراد منه أبوه ذات يوم أن يقرأ شيئا من القرآن بحضرة صديقين له فعجز الصبي عن القراءة ووجد في اليوم التالي أن ( سيدنا ) بدأ يعيد له قراءة القرآن ثانية فحفظه في فترة وجيزة ولكنه نسيه مرة أخرى .... وهكذا !
كان له أخ في القاهرة يدرس في الأزهر وكان ينتظر كما يقال له أن يأتي أخوه ليأخذه معه فيدرس في الأزهر ولكن أخاه عاد فدفع إليه ألفية ابن مالك ليحفظه خلال العام وكتاب مجموع المتون ، وبدأ الصبي يحفظ الألفية ليصبح كأخيه تحتفل به الأسرة إذا حضر وتقيم له الولائم ..
وكلف الصبي أن يذهب إلى المحكمة الشرعية ليقرأ على القاضي ما يريد أن يحفظه من الألفية .. وكان والده فرحا وهو يسمعه كل يوم يعيد عليه ما حفظ .. ولكن الصبي لم يلبث أن مل هذا الحفظ وترك الذهاب إلى المحكمة وكان يخدع أباه فيقرأ عليه كل يوم من الأبواب القديمة التي حفظها في بداية عهده بالألفية فيصدقه ويبارك له .. وعندما عاد أخوه اكتشف الأمر فلم يغضب ولم ينذر ولم يخبر أباه وإنما أمر الصبي أن ينقطع عن الكتاب والمحكمة وأحفظه الألفية في عشرة أيام .
كان في قرية الصبي أنماط عديدة من البشر الذين يدّعون المشيخة والعلم في الدين ويؤثرون بأسوأ الأثر على عقول الناس ( لاحظوا أن هذه وجهة نظر الكاتب والله أعلم بحقيقة الأمر ) ، وكان لذلك أثر على الصبي فقد تعلم تجويد القرآن و حفظ ألوانا من أخبار الكرامات والمعجزات وأسرار الصوفية وتعلم السحر وقرأ كتبه فأعجب بها وقلد ما كتب فيها !! فكان الصبي المسكين يتصوف ويتكلف السحر وهو واثق بأنه سيرضي الله سبحانه وتعالى .
كان للصبي أخت صغرى في الرابعة من عمرها خفيفة الروح طلقة الوجه فصيحة اللسان مرضت في عيد الأضحى والناس من حولها في شغل عنها فأهملت حتى اشتد عليها داؤها فماتت لايعرف أحد ما علتها تلك وكيف أودت بحياتها ..
ولم يكن ذلك هو الخطب الوحيد الذي ألم بالعائلة بل إن داء الكوليرا اختطف من بينهم ابنا في الثامنة عشرة .. جميل ورائع وذكي ظفر بشهادة البكالوريا وانتسب إلى مدرسة الطب .
"ستذهب إلى القاهرة مع أخيك لتطلب العلم حتى أراك من علماء الأزهر تلتف حولك حلقة واسعة من الطلاب " هكذا قال الشيخ لابنه قبل سفره إلى القاهرة .. وسافر الصبي .. فكيف عاش في القاهرة ؟؟
هذه دراسة لعمل أدبي كبير نال من الشهرة الشيء الكثير لأديب تخطى عقبات الحياة ووصل إلى ذرى المجد ..
هذا الأديب هو الكاتب المصري الدكتور : طه حسين .
وهذا العمل هو " الأيــــــــــام " تلك القصة أوالسيرة الذاتية لأحداث حياة الكاتب منذ ولادته وحتى مرحلة متقدمة من حياته ...
وقد قسمها إلى ثلاثة أجزاء .. تحدث في الجزء الأول عن طفولته المبكرة ثم عن سفره إلى القاهرة والتحاقه بالأزهر .. وفي الثاني أكمل حديثه عن دراسته بالأزهر ومن ثم التحاقه بالجامعة .. وفي الجزء الأخير أتم حديثه عن الجامعة وابتعاثه إلى فرنسا وزواجه وولوجه عالم الكتابة .
امتازت القصة بأسلوبها الجميل ودقتها المتناهية في الوصف ولغتها الراقية فاحببت ان تشاركوني متعتها .. مع العلم أن كاتبها عليه مآخذ كثيرة من الناحية الشرعية ولكننا سننظر للعمل من الجانب الأدبي ولابأس أن نشير أحيانا إلى ماورد في القصة من تجاوزات لايمكن إغفالها ..
السيرة الذاتية
الأيام عمل أدبي قصصي يحكي فيه الكاتب حياة شخص منذ ولادته وحتى وفاته متناولا بيئته ونشأته وأعماله وتأثيراته وهذا ما يطلق عليه اسم ترجمة الحياة ..
وبما أن الترجمة كانت لحياة طه حسين ذاته فهي إذن ما يطلق عليها ( الترجمة الذاتية أو السيرة الذاتية ) ..
" فالسيرة الذاتية كشف عن الشخصية في أثناء عملية الصراع التي تقوم بين شعور الكاتب بذاته وموقف المجتمع منه ومدى خضوع أحد الطرفين للآخر " 1
وهذا ما كان في الأيام حيث رأينا كيف يدور الصراع بين إحساس الكاتب بذاته ومواهبه وتفوقه على أنداده بينما ينظر له المجتمع نظره إلى العاجز بسبب آفة عينيه !! وكيف كان لهذا أبلغ الأثر في نفسيته واسلوب حياته .
" ولكن إلى اي مدى يتمكن الكاتب لهذا النوع من الفنون الأدبية من تمثل الصراحة والتماس الحقائق وهو يتحدث عن نفسه ، أي أنه هو العارض والمعروض والواصف والموصوف ، والنفس إما أن تغلو في تقدير ذاتها أو يحملها حب العدالة على تهوين شأنها ، وإما ان تقف موقف القاضي الموضوعي والحكم النزيه وذلك مطلب عزيز التحقيق " 2
يقول أحمد أمين : " والعين لاترى نفسها إلا بمرآة والشيء إذا زاد قربه صعبت رؤيته " 3
ونلمس في رواية الأيام اعتزاز الكاتب بنفسه وانطلاقه في الحكم على الآخرين ووصفهم كما يحلو له أو كما يظهر له ، وهو ليس بالضرورة رأينا فيهم لو رأيناهم أو تعاملنا معهم ..
فنظرته وحكمه لم تكن متجردة أبدا وإنما كانت تابعة لإحساسه وموقفه منهم ومن تعاملهم معه ..
حاول طه حسين كثيرا أن لايمدح نفسه أو يبجلها بصورة مباشرة ولكنه وقع في هذا من حيث لم يعلم .. وما رواية الأيام كلها إلا تمجيدا لمشواره في طلب العلم وشق طريقه في دنيا لاتعترف بالعاجزين !!.. " وفهم الإنسان لنفسه أمرمشكوك فيه فربما كانت قدرته على فهم الآخرين أكبر من قدرته على فهم نفسه "( 4)
وقد اختار الكاتب القالب القصصي لسيرته وهناك من كتب سيرته في صورة رسائل أو يوميات أو مذكرات
ومن الأدباء الذين طرقوا مجال السيرة الذاتية على سبيل المثال :
عبد الرحمن بن خلدون في كتابه : التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا
أحمد فارس الشدياق في كتابه : الساق على الساق في ما هو الفارياق
عباس محمود العقاد في كتابه : أنـــــــا
عبد الرحمن شكري في كتابه : كتاب الاعترافات .. وهو قصة نفس
****************************** **************
(1)(2) (3) اعترافات أدبائنا في سيرهم الذاتية .... علي عبده بركات
(4) الأدب وفنونه .... دز عز الدين إسماعيل
ملخص الرواية
بدأ ذلك الطفل الصغير في استكشاف العالم من حوله .. لم يتجاوز الثالثة من العمر ..
كان محبا للعب والخروج خارج الدار والاستماع إلى الشاعر الذي ينشد الشعر في القرية على الرغم من عدم فهمه لما يقال .. !
وكانت أخته تقطع عليه متعته تلك فتحمله إلى الداخل لتقطر له أمه في عينيه سائلا يؤذيه ولا يجدي عليه خيرا ، وهي تحسب أنها تحسن صنعا ، ثم تحمله إلى حجرة صغيرة لينام فيقضي ليله خائفا مضطربا من الأشباح والعفاريت التي كانوا يخوفون بها ألأطفال حتى يغلبه النوم فينام ..
ومع ذلك يستيقظ مبكرا ينتظر الفجر حتى يتوضأ والده ويصلي ويقرأ ورده ويشرب قهوته ويمضي إلى عمله قيقوم هو للعب !
كان سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه وخامس أحد عشر من أشقته .. كان يحس من أمه رحمة ورأفة ومن أبيه لينا ورفقا ومن إخوته شيئا من الاحتياط في تحدثهم إليه ومعاملتهم له .. ثم تبين سبب هذا كله فقد أحس أن إخوته وأخواته يصفون ما لاعلم له به فعلم أنهم يرون ما لايرى ، فاستحال ذلك إلى حزن صامت عميق .
حدث ذات يوم أن كان يجلس إلى العشاء فأخذ اللقمة بيديه فأما إخوته فأغرقوا في الضحك وأما أمه فأجهشت بالبكاء وقال له أبوه بحزن : ما هكذا تؤخذ اللقمة يابني . وأما هو فلم يعلم كيف قضى ليلته وحرم على نفسه بعد هذه الحادثة طعاما كثيرا وأصبح يحب التستر بأكله دائما !
كان أحب اللعب إليه الاستماع للقصص والأحاديث في قريته فاستمع إلى قصص الغزوات والفتوح وأخبار الأنبياء والصالحين والنساء . وحفظ من جده الأوراد والأدعية كما حفظ القرآن كله في الكتّاب على رجل يسمونه ( سيدنا ) وكان ذلك قبل أن يتم التاسعة من عمره ، فدعاه أبواه شيخا .
لكن حفظه للقرآن لم يدم طويلا فقد نسيه حتى إذا أراد منه أبوه ذات يوم أن يقرأ شيئا من القرآن بحضرة صديقين له فعجز الصبي عن القراءة ووجد في اليوم التالي أن ( سيدنا ) بدأ يعيد له قراءة القرآن ثانية فحفظه في فترة وجيزة ولكنه نسيه مرة أخرى .... وهكذا !
كان له أخ في القاهرة يدرس في الأزهر وكان ينتظر كما يقال له أن يأتي أخوه ليأخذه معه فيدرس في الأزهر ولكن أخاه عاد فدفع إليه ألفية ابن مالك ليحفظه خلال العام وكتاب مجموع المتون ، وبدأ الصبي يحفظ الألفية ليصبح كأخيه تحتفل به الأسرة إذا حضر وتقيم له الولائم ..
وكلف الصبي أن يذهب إلى المحكمة الشرعية ليقرأ على القاضي ما يريد أن يحفظه من الألفية .. وكان والده فرحا وهو يسمعه كل يوم يعيد عليه ما حفظ .. ولكن الصبي لم يلبث أن مل هذا الحفظ وترك الذهاب إلى المحكمة وكان يخدع أباه فيقرأ عليه كل يوم من الأبواب القديمة التي حفظها في بداية عهده بالألفية فيصدقه ويبارك له .. وعندما عاد أخوه اكتشف الأمر فلم يغضب ولم ينذر ولم يخبر أباه وإنما أمر الصبي أن ينقطع عن الكتاب والمحكمة وأحفظه الألفية في عشرة أيام .
كان في قرية الصبي أنماط عديدة من البشر الذين يدّعون المشيخة والعلم في الدين ويؤثرون بأسوأ الأثر على عقول الناس ( لاحظوا أن هذه وجهة نظر الكاتب والله أعلم بحقيقة الأمر ) ، وكان لذلك أثر على الصبي فقد تعلم تجويد القرآن و حفظ ألوانا من أخبار الكرامات والمعجزات وأسرار الصوفية وتعلم السحر وقرأ كتبه فأعجب بها وقلد ما كتب فيها !! فكان الصبي المسكين يتصوف ويتكلف السحر وهو واثق بأنه سيرضي الله سبحانه وتعالى .
كان للصبي أخت صغرى في الرابعة من عمرها خفيفة الروح طلقة الوجه فصيحة اللسان مرضت في عيد الأضحى والناس من حولها في شغل عنها فأهملت حتى اشتد عليها داؤها فماتت لايعرف أحد ما علتها تلك وكيف أودت بحياتها ..
ولم يكن ذلك هو الخطب الوحيد الذي ألم بالعائلة بل إن داء الكوليرا اختطف من بينهم ابنا في الثامنة عشرة .. جميل ورائع وذكي ظفر بشهادة البكالوريا وانتسب إلى مدرسة الطب .
"ستذهب إلى القاهرة مع أخيك لتطلب العلم حتى أراك من علماء الأزهر تلتف حولك حلقة واسعة من الطلاب " هكذا قال الشيخ لابنه قبل سفره إلى القاهرة .. وسافر الصبي .. فكيف عاش في القاهرة ؟؟